الصمت
لسنوات طوال ،كان يحلم بالحديث مع ذاته ..صامت أزلي ،لايدرك لماذا وصلت به الحال إلى ماوصلت اليه
(....)ومع ذلك كان عليه ان يتحرر ...ان يشعر بإمكانية الحوار الطويل مع النفس او العقل اذا مالزم الأمر وأحيانا مع القلب .........ذات يوم قال له عقله:لماذا تصر على الصمت..وأمامك فرصة الحديث والتألق ...خصوصا في إبراز مفاتن قدرتك اللغوية .لكنه تابع سكونه ..ولوا رأسه ،وشاح عن عقله ،مغرقا بالصمت والخوف من المواجهة ..فما كان من قلبه إلا أن بادر قائلا :من الرائع ان تتحدث عن الحب ...أو عن المطر أو عن....الأشياء الجميلة في حياتنا
صعقته تلك العبارات التي أصر قلبه على البوح بتا..ومع ذلك اختار اغتنام فرصة الإنكباب على الصمت ...وبجدارة...وفي غفلته ..جاءته لحظة من لهاث نفسه الصامتة ...فأعلنت من الداخل ..هيهات لهذه الروح..وهذا الجسد من خلاص ...أي ذنب طرق باب هاد الإنسان ؟وجعله يصل إلى حد تحطم قدرته على الكلام ...والصراخ...وكسر حاجزا الصمت الرهيب...
سالت دموعه كحد السيف
نظر إلى مرآته اللامعة ..وصرخ طويلا..
..آه...آه....آه