حتى قبل أن تبدأ اسرائيل بتنفيذ قرارها بقطع امدادات الوقود عن غزة كانت هناك ادانات دولية قوية لذلك، من الأمم المتحدة ومنظمات الاغاثة وحتى من بعض الدول الصديقة.
أما الان فيتوقع أن تزداد الضغوط كثافة.
وقد دعت مفوضة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي بنيتا فريرو والدنر برفع القيود ، مع أن الدلائل تشير الى ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود أولمرت سيتمسك بموقفه الحازم حول هذا الموضوع.
ومع تزايد حدة القصف الصاروخي من غزة باتجاه اسرائيل بدأت الأخيرة في تضييق الخناق على القطاع عبر ايقاف امدادات الوقود، وهو ما زاد الأوضاع السيئة سوءا.
وتحذر حماس من حدوث كارثة انسانية، ويعتقد الكثير من الفلسطينيين ان اسرائل تطبق عقوبات جماعية على سكان غزة بسبب الصواريخ.
أما اسرائيل فتقول ان شرط رفع العقوبات هو ايقاف القصف الصاروخي.
وقد أبدى الاسرائيليون دهشتهم لحجم أزمة الطاقة الكهربائية في غزة، حيث يقولون ان غزة تحصل على ثلاثة أرباع الطاقة الكهربائية من مولدات في اسرائيل أو في مصر، وأن هذه المولدات لم تتوقف عن امداد الطاقة.
وقد أثارت محنة غزة الغضب في العديد من الدول العربية حيثت خصصت لها قناة الجزيرة الفضائية برنامجا كبيرا.
وتهدد مصر بفتح معبر رفح بينها وبين غزة اذا لم تخفف اسرائيل القيود.
اسرائيل في حالة حرب
ويبدو أن الاسرائيليين يعتقدون أن حماس هي التي تستغل موضوع الطاقة لزيادة معاناة الناس من أجل استخدام ذلك لأغراض دعائية.
اسرائيل تقول انها سترفع الحصار اذا توقف القصف الصاروخي
ولكن من غير الواضح اطلاقا اذا كانت شبكة الطاقة الكهربائية في غزة مرنة وحديثة بما فيه الكفاية حتى تتمكن من تخفيف حدة النقص الذي تسببه القيود الاسرائيلية على امدادات الوقود لمحطة توليد الطاقة.
اسرائيل تعتبر نفسها في حالة حرب مع حماس في قطاع غزة، ولم يتوقف اطلاق الصواريخ الى جنوبي اسرائيل منذ انسحاب اسرائيل من غزة.
وقد ازدادت كثافة اطلاق الصواريخ في الأسابيع الأخيرة، ومع ان عدد الاصابات محدود الا أن الضغط النفسي الذي يسببه اطلاق الصواريخ يجعل الحياة اليومية جنوبي اسرائيل صعبة، وهذا ما اضطر حكومة أولمرت لاتخاذ خطوات.
أزمة انسانية
عدم اتخاذ أي خطوة ليس خيارا مطروحا أمام الحكومة الاسرائيلية، ولكن غزو غزة مستبعد أيضا، على الأقل في الوقت الحاضر، حيث تخشى القيادة الاسرائيلية من وقوع خسائر كبيرة في صفوف الاسرائيليين بسبب ذلك، وكذلك تخشى من مقتل عدد كبير من المدنيين الفلسطينيين.
حتى الان اختارت حكومة أولمرت طريقا وسطا: تضييق الخناق الاقتصادي على القطاع وتكثيف العمليات العسكرية داخله وكذلك تصعيد عمليات اغتيال القادة العسكريين الفلسطينيين، وهو ما يؤدي بدوره الى خسائر في أوساط المدنيين الفلسطينيين.
وتأمل اسرائيل بأن تؤدي معاناة سكان قطاع غزة الى الضغط على حماس لايقاف اطلاق الصواريخ، ولكنها قد تؤدي الى تكثيف الضغط على اسرائيل لرفع حصارها.