قرنفلة سلام مصري للسلام الفصائلي

القرنفلة الإسرائيلية بثلاثة شواكل بالمفرد (الزهرة وقماطها) في دكاكين الورود برام الله، ولم يفيدنا مراسلونا في غزة عن سعر القرنفلة الفلسطينية في دكاكينها.. وأمّا سعرها في الدكاكين الأوروبية، فهو دولار واحد (حسب أسعار قديمة).
تعود "الأيام" إلى قرّائها الغزيين، بعد حجبها ستّة شهور، على أمل أن تعود القرنفلة الغزية الى بوتيكات رام الله وأرصفتها بعد تسعة شهور (لأن القرنفلة الغزية تبدأ بالنضج في منتصف تشرين الثاني / نوفمبر، سبّاقة بخطوة أو اثنتين ثمرة التوت الأرضي (الفراولة / الفريز)، التي غابت أو غُيِّبت عن دكاكين رام الله لصالح ضرّتها الإسرائيلية أيضاً.
لا أخبار مستجدة عن "وردة أريحا" العجيبة وشبه الاستوائية، وذات الاسم العلمي الإفرنجي، ولكن العام المنصرم شهد فاتحة تصدير عدّة أطنان من النباتات العطرية / الطبية الريحاوية إلى أسواق الولايات المتحدة.
إلى الزهور والورود والنباتات العطرية، قرّر نوّاب الاتحاد الأوروبي في بروكسل اعتماد زيت الزيتون الفلسطيني على موائدهم، وفي الظن أنّه سيكون بمواصفات أوروبية يحاول الاتحاد الأوروبي رفع الزيت الفلسطيني إليها، بالتعاون مع جمعيات فلاحية فلسطينية، تطبق إرشادات الخبراء الأوروبيين، أي بالذات الاسبانيين والإيطاليين واليونانيين منهم، لجهة مراعاة طريقة ومواصفات القطاف والتوضيب، ونزع الحموضة الزائدة في زيتنا لأسباب معظمها فنية وبعضها طبيعي.
مزارعو القرنفل والتوت الغزيون هم أكثر المعنيين بفتح المعابر وأكثر المتضررين المباشرين من إغلاقها.. وأكثر المتطلعين الصابرين لإعادة تشغيل المطار وبناء الميناء، ما سيرفع الطاقة الانتاجية للزهور من 60 مليون قرنفلة إلى طاقة تصديرية مضاعفة، وبأسعار أكثر قدرة على المنافسة في أسواق هولندا وأوروبا.
فلاّحو الغور، من جانبهم، ينتظرون "ممر السلام" الذي تعمل عليه اليابان والأردن والسلطة الفلسطينية لتصدير خيرات الغور الى أسواق العالم، عبر مطار خاص في الأغوار الأردنية.
هل ما سبق، يغري بالأمل أن تتفتح وردة الحوار الفصائلي في القاهرة، أو بتعبير زراعي آخر، أن لا يكون زيت الوحدة عكراً، وأن لا تُحجب "الأيام" عن قرّائها الغزيين مرّة ثانية، وأن تعود قرنفلة غزة وفراولتها إلى أسواق رام الله.
تخفى عليّ الحكمة من ضبط زمن "التهدئة" على ميناء الـ 18 شهراً، وهي بالمناسبة الفترة الزمنية لحضانة أنثى الفيل لجنينها في رحمها قبل الوضع، أي ضعف حضانة أنثى الإنسان.
ترى هل سيكون جنين الوحدة الفصائلية (المسماة وطنية) قوياً مثل الفيل الصغير، الذي يسير على قدميه فور ولادته (مستنداً إلى بدن أمّه وأبيه)، أم هشّاً مثل طفل الإنسان الذي يحتاج رعاية فائقة؟ (طفولة طفل الإنسان هي الأطول مدى بين المخلوقات الثديية، طراً).
علينا انتظار آذار ، وبه يبدأ ربيع الأرض، وفي مطلعه سيكون زخم المشاركة في المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة ونجاحه مؤشراً على جدية السلام المصري للسلام الفصائلي الفلسطيني، وبالتالي مؤشّراً على جدية الحوار الفصائلي الفلسطيني للسلام الأهلي الوطني.
من علامات جدية السلام المصري للسلام الفصائلي، أن رئيس مصر صال وجال في أوروبا وتركيا والسعودية، ليكون السلام المصري لفصائل فلسطين عربياً ودولياً معاً. أيضاً، فإنّ "عتريس" المفاوضات الفلسطينية - الإسرائيلية، السيد أحمد قريع، هو الذي سيفاوض باسم "فتح" أعضاء قياديين في المكتب السياسي لحركة "حماس".
هناك مَن "ينقز" قلبه من الحوار الافتتاحي الفصائلي، الذي يبدأ فتحاوياً - حمساوياً، لأن "فتح" ترخي جناح الذل للوحدة الوطنية (من الرحمة أو من الضعف)، كما كانت تفعل، ولكن بروح أبوية، مع الحوارات الفصائلية في حقبة خلافاتها قبل صعود حركة "حماس"، حيث يدور حوار أخوي (أي شبه ندّي) للمرّة الأولى في الحوارات الفلسطينية (حرب الإخوة والأشقاء هي الأمرّ دائماً).
إذا تفتحت قرنفلة الوفاق الفصائلي تشكلت حكومة وفاق وطني، ستتفرغ لمقارعة حكومة الوفاق الحزبي الإسرائيلي، ومناطحتها، علماً أن أوروبا، على لسان سولانا، ستتعامل مع حكومة وفاق فلسطينية كما دأبت على التعامل مع كل حكومة ائتلافية إسرائيلية.
لا بأس، مع شيء من المضض، أن نُلبِس حكومة الوفاق الفلسطينية فستان المصالحة الأبيض، وأمّا في إسرائيل، فإنّ حكوماتهم ترتدي درع برنامج الائتلاف الحديدي مع قيد في رجلها اليمنى وآخر في يدها اليسرى.