"اختطفت" فيلـم أميركي حاصل على الـمرتبة الأولى في ترتيب شباك التذاكر الأميركي للأسبوع الأول من شباط 2009، قام على أداء دور البطولة فيه الفنان القدير "ليام نسون liam Nesson" الذي لعب دور الأب والذي تؤخذ منه ابنته (Maggie Grase) من قبل طليقته وزوجها، فأوحت الـمشاهد الأولى بأننا سنرى فيلـما اجتماعيا يقودنا إلى قصة اجتماعية، لا سيما عندما يحمل الاب هديته لابنته الـمتمثلة في جهاز "كريوكي" ليساعدها على تعلـم الغناء وليشبع هواية في داخلها، ولكنه يفاجأ بأن هديته لا تعني شيئا أمام هدية زوج أمها الذي يقدم لها حصانا ثمينا، إلا أن هذه الـمقدمة للفيلـم ما هي إلا دلالة واضحة على طريقة حرمانه من ابنته في داخل مجتمعها وليضعنا الـمخرج "بيير موريل Pierre Morel" أمام مقارنة غير متزنة ولا متساوية عندما تصر الابنة على الذهاب وزميلتها في رحلة أوروبية تبدأ بفرنسا.
ولكن ومنذ اللحظة الأولى تتعرض لعملية اختطاف على يد مجموعة البانية الجنسية مهاجرة إلى فرنسا لتشكل مجموعة إجرام منظم، تعمل على خطف الفتيات فيكن ضحية خطط للإيقاع بهن مستخدمة الـمخدرات والدعارة والبيع لـمن هن عذراوات، وتقوم هذه الـمجموعة الـمهاجرة ببيع الابنة الـمختطفة لعربي قادر على شرائها ويعمل "ليام نسون" عبر خبرته التي اكتسبها من عمله في الاستخبارات الأميركية، على تحرير ابنته، وينجح في ذلك على الطريقة الأميركية من أداء الاكشن الـمبهر "الرامبو الأميركي".
ورغم النجاح الذي أظهره (liam Nesson وMaggie Grase) كأب يضحي بحياته من اجل ابنته الـمحبة إلا أن الفيلـم سخر الإمكانيات الفنية في التصوير والإبهار والاكشن لخدمة قضية سياسية بحتة، كانت واضحة وضوح الشمس، وهي الرسالة التي أراد إيصالها من أن الـمهاجرين والقادمين لأوروبا من دول ذات خلفية دينية إسلامية، ما هم إلا محترفو إجرام أينما تواجدوا، لهذا كانت الـمجموعة الإجرامية البانية والـمشتري للفتاة عربي يملك الـمال، وصاحب قدرة مالية لإشباع رغباته عبر شراء الفتيات العذراوات.
وبهذا يذكرنا الفيلـم بحملات الأفلام الهوليوودية التي كانت دائما تظهر علينا بين الفترة والأخرى لإظهار الجانب البشع من ثقافتنا في الشرق، لتكريس الكره لدى الـمشاهد الغربي ولزرع الـمفاهيم الخاطئة لدى الشعوب الغربية في محاولة مفضوحة للتحريض على الـمهاجرين القادمين إلى هذا الغرب من الشرق، والذين هم طبقا للـمخرج ولكاتب السيناريو لا يستطيعوا الانخراط في مجتمعاتهم الجديدة، وما هم إلا بذور للجريمة وخراب قيم الـمجتمع الغربي، وهنا تكمن الـمقارنة حين يعيد الاب ابنته لامها ولزوجها ليأخذها في إطار مجتمعه وقيمه هو، ولا يسمح بأن يتم أخذها من قبل مهاجرين وبيعها وهي مقارنة جائرة لأن أخذها من الـمهاجرين تشكلت في عملية اختطاف إرهابية، ولـم تكن طريقة أخذ انسانية تقع في إطار موافقتها الضمنية أوالعلنية، وتبقى الشخصية الأمنية الـمتمثلة بالأب هي الحامية للقيم الغربية، والتي يجب أن تبقى متأهبة ضد كل غريب، فهذا الغريب الـمهاجر دائما من بذور إجرامية إرهابية.