بطولة فارس
روى بديع الزمان الهمذاني في إحدى مقاماته,قصة مغامرة نادرة لشاب يدعى:}بشر بن عوانة العبدي{. و مما قال:
أرسل بشر إلى عمه يخطب ابنته, فمنعه عمها أمنيته.... ثم رأى أن يمتحن شجاعته,فأبدى له الموافقة على أن يجعل مهرها ألف ناقة من نوق خزاعة.
وكان بينهم وبين خزاعة طريق تحامت عنه العرب لان فيه ليثا مخوفا.
انطلق بشر يمتطي مهلا... فما نصف الطريق حتى لقي الليث, فقمص المهر خوفا ز ذعرا فنزل عنه, ثم استل سيفه ,واعترض الليث و صارع حتى صرعه, ثم كتب بدم الليث على قميصه قصيدة أرسلها إلى بنت عمه منها:
تبهنس حين أحجم عنه مهري محاذرة فقلت عقرت مهرا
أنل بقدمي ظهر الأرض .إني رأيت الأرض اثبت منك ظهرا
وقلت له , وقد أبدى نصالا محددة وجها مكفهرا
يكفف غيلة إحدى يديه ويبسط للوثوب عليََََ أخرى
يدل بمخلب , وبحد ناب وبلحظات تحسبهن جمرا
وفي يمناي ماضي الحد أبقى بمضربه قراع الموت أثرا
نصحتك فالتمس يا ليث غيري طعاما إن لحمي كان مهرا
فلما ظن أنا النصح غشٌ وخال مقالتي زور و هجرا
هززت له الحسام فخلت أني سللت به لدى الظلماء فجرا
و أطلقت له المهند من يميني فقد له من الأضلاع عشرا
فخرا مجدلا بدم كأني هدمت به بناء مشمخرا
و قلت له: يعز علي أني قتلت مناسبي جلدا وفخرا
و لكن رمت شيئا لم يرمه فلم أطق يا ليث صبرا
تحاول أن تعلمني فرارا لعمر أبيك قد حاولت نكرا
فلا تجزع فقد لاقيت حرا يحاذر ان يعاب فمت حرا
ارسل بشر القميص-وعليه القصيدة- الى بنت عمه ومضى إلى طلبته
لكن ابنة عمه أثرت القميص مهرا لها, وأخذته بسرور عظيم واعتزاز بفارسها الشجاع.